في الوقت الذي تستعد فيه مصر للافتتاح التاريخي لـ المتحف المصري الكبير غدًا السبت 1 نوفمبر 2025، تؤكد وزارة السياحة والآثار أن مومياء الملك الذهبي توت عنخ آمون ستظل في مكانها الأصلي داخل مقبرته الشهيرة (KV62) بوادي الملوك في الأقصر، حيث ترقد منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، شاهدةً على أعظم أسرار الحضارة المصرية القديمة.
الملك الذي لم يغادر مقبرته
منذ لحظة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، وهي تُعد أعظم كشف أثري في القرن العشرين.
وخلال العقود الماضية، أجريت على المومياء العديد من الدراسات المتقدمة باستخدام الأشعة المقطعية والتحاليل الجينية، والتي كشفت الكثير من أسرار حياة الملك الشاب وأسباب وفاته المبكرة في سن التاسعة عشرة، فضلًا عن مظهره الجسدي وملامح وجهه الدقيقة.
مقتنيات الملك في المتحف.. والمومياء في مكانها
رغم نقل كافة مقتنيات الملك توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير — من القناع الذهبي والعربة الحربية إلى الأثاث الجنائزي والصناديق المزخرفة — فإن المومياء ستبقى في مقبرتها الأصلية بوادي الملوك، في مشهد يجمع بين قدسية الماضي وروح الحاضر.
ويرى علماء الآثار أن هذا الفصل الرمزي بين جسد الملك وكنوزه الملكية يحمل دلالات عميقة، إذ يمثل المتحف الجديد العلم والتقنية الحديثة في عرض التاريخ، بينما تجسد المقبرة السكينة والخلود الأبدي للحضارة المصرية القديمة.

لجنة علمية تقرر بقاء المومياء في الأقصر
كشف مصدر مسؤول لموقع القاهرة 24 أن شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، كان قد أصدر قرارًا بتشكيل لجنة علمية برئاسة الدكتور زاهي حواس، لدراسة جدوى نقل مومياء الملك توت عنخ آمون من وادي الملوك بالأقصر إلى المتحف المصري الكبير بالجيزة، من حيث الأثر الفني والاقتصادي والثقافي.
وبعد مناقشات موسعة، أوصت اللجنة بعدم نقل المومياء، وجاء القرار النهائي بالإبقاء عليها في مقبرتها، استنادًا إلى مجموعة من الأسباب أبرزها:
- 
أن المومياء جزء لا يتجزأ من المقبرة منذ اكتشافها عام 1922، وتمثل عنصرًا أثريًا وسياحيًا فريدًا لا يمكن فصله عنها. 
- 
أن وجود المومياء داخل المقبرة يمثل عامل جذب سياحي واقتصادي، إذ حقق المجلس الأعلى للآثار خلال العام المالي 2023–2024 أكثر من 100 مليون جنيه من زيارات مقبرة الملك. 
- 
أن نقل المومياء لن يضيف قيمة مالية أو أثرية للمتحف المصري الكبير، الذي يضم بالفعل أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية تخص الملك الشاب. 
رمزية الخلود بين وادي الملوك والمتحف الكبير
بين صمت وادي الملوك في الأقصر وأضواء الجيزة التي تحتضن المتحف المصري الكبير، يظل الملك توت عنخ آمون رمزًا خالدًا لعظمة مصر، وملكًا لم يغادر عرشه حتى بعد آلاف السنين، إذ يجمع في شخصه سحر التاريخ وغموض الأسطورة التي ما زالت تفتن العالم حتى اليوم.
الرابط المختصر:
 
			










 
							