تحل اليوم الأربعاء 12 نوفمبر ذكرى رحيل الفنان الكبير يونس شلبي، أحد أبرز نجوم الكوميديا في تاريخ الدراما والمسرح المصري، والذي ترك بصمة فنية لا تُنسى بموهبته الفريدة وروحه الطفولية التي أسرت قلوب الجمهور على مدار عقود.
من هو يونس شلبي؟ بداية البساطة والموهبة
وُلد يونس شلبي عام 1941 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وبدأ مشواره الفني بعد التحاقه بـالمعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة عقب حصوله على الثانوية العامة.
لفت أنظار المخرج المسرحي نبيل الألفي، عميد المعهد آنذاك، الذي آمن بموهبته وقدم له فرصة المشاركة في عدد من العروض المسرحية، ليبدأ منها مشواره الفني المتميز.
كانت أولى مشاركاته المسرحية في عمل بعنوان «القاهرة في ألف عام»، قبل أن تنطلق شهرته الحقيقية مع المسرحية التي خلدت اسمه في ذاكرة الجمهور: «مدرسة المشاغبين».

مدرسة المشاغبين والعيال كبرت.. الانطلاقة التي صنعت نجوميته
جاءت النقلة الكبرى في مسيرة يونس شلبي عام 1971 من خلال دور منصور ابن الناظر في مسرحية «مدرسة المشاغبين»، التي شارك فيها إلى جانب عمالقة الكوميديا عادل إمام، أحمد زكي، وسعيد صالح.
بأدائه البسيط وتلقائيته المحببة، أبدع في تجسيد شخصية الطالب الخجول المتلعثم، ليصنع حالة من الضحك العفوي خرجت عن النص مرات عديدة، لكنها رسخت حضوره كأحد رموز المسرح المصري.
وفي عام 1979، عاد ليؤكد موهبته في مسرحية «العيال كبرت»، بدور عاطف السكري، الذي أصبح من أشهر أدواره المسرحية على الإطلاق، لما حمله من خفة ظل وصدق في الأداء.
يونس شلبي في السينما.. حضور محبب وبصمة لا تُنسى
بدأت مسيرته السينمائية عام 1975 بفيلم «الظلال في الجانب الآخر»، وشارك بعدها في أكثر من 70 فيلمًا تنوعت بين البطولة والأدوار المساندة.
من أبرز أفلامه:
«العسكري شبراوي»، «ريا وسكينة»، «الشاويش حسن»، «مغاوري في الكلية»، «عليش دخل الجيش»، «المليونيرة النشالة»، و«أمير الظلام» الذي كان آخر أعماله السينمائية عام 2002.
نال جائزة شرف عن دوره في فيلم «عشاق تحت العشرين» من المهرجان الكاثوليكي عام 1980، تقديرًا لعطائه وتميزه الفني.

تألقه في الدراما التلفزيونية وبصمته في “بوجي وطمطم”
لم يقتصر إبداع يونس شلبي على المسرح والسينما فحسب، بل امتد إلى الدراما التلفزيونية، حيث شارك في أكثر من 20 مسلسلًا ناجحًا، منها:
«عودة الروح»، «في المصيدة»، «كسبنا القضية»، «الستات ما يعملوش كده»، و«عيون» مع الفنان فؤاد المهندس.
أما العمل الذي رسخ اسمه في ذاكرة الأجيال، فهو أداءه الصوتي لشخصية “بوجي” في المسلسل الشهير «بوجي وطمطم»، الذي قدمه للأطفال طوال 18 عامًا خلال شهر رمضان منذ عام 1983، ليصبح رمزًا للبراءة والبهجة في ذاكرة المشاهدين.
حياته الشخصية.. زواج متأخر وحب كبير لعائلته
تزوج الفنان يونس شلبي في سن الخامسة والأربعين عام 1986 من السيدة سيدة عبد الحميد، التي كانت تبلغ من العمر 20 عامًا حينها، وأنجب منها ستة أبناء: شيماء، عمر، دعاء، هاجر، سارة، وأمينة.
عرف عنه حبه الكبير لعائلته وارتباطه القوي بأبنائه، حيث ظل رغم انشغاله الفني حريصًا على التواجد معهم ومساندتهم.

أيامه الأخيرة ورحيله المؤلم
تعرض يونس شلبي لأزمة صحية حادة في سنواته الأخيرة بدأت بـأزمة تنفسية تطورت لاحقًا إلى مشاكل في القلب، خضع بسببها لعدة عمليات جراحية، منها جراحة قلب مفتوح وتغيير ثلاثة شرايين.
عانى كذلك من ارتفاع في نسبة السكر بالدم ومضاعفات صحية متكررة، حتى رحل عن عالمنا في 12 نوفمبر 2007 عن عمر ناهز 66 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.
ودُفن في مقابر العيسوي بمدينة المنصورة وسط حالة من الحزن بين جمهوره وزملائه الذين نعوه بكلمات مؤثرة.
إرث فني خالد وابتسامة لا تُنسى
برغم مرور السنوات، لا تزال أعمال يونس شلبي تعيش في ذاكرة الجمهور، وتُعرض باستمرار على الشاشات كرمز للبساطة والضحك النابع من القلب.
رحل الجسد، لكن البهجة التي زرعها في قلوب المصريين والعرب باقية للأبد، ليظل اسمه محفورًا في وجدان الفن كأحد أنقى وأحب رموز الكوميديا المصرية.
الرابط المختصر:










