يوافق اليوم الذكرى الـ 31 على وفاة الفنان الكبير صلاح ذو الفقار، الذي يعد أحد أهم أعمدة السينما المصرية، الذي سطع نجمه على مدى أكثر من ثلاثة عقود، تاركاً وراءه بصمات فنية خالدة لا تنسى ووصلت أعماله السينمائية لأكثر من 200 عمل سينمائي.
نشأة صلاح ذو الفقار
ولد صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار في 18 يناير 1926، بمدينة المحلة الكبرى، ونشأ في أسرة ذات تاريخ عسكري، حيث كان والده من كبار رجال وزارة الداخلية. اختار أن يسلك طريق الشرطة، والتحق بأكاديمية الشرطة فى الإسكندرية، بعد تخرجه عام 1946، بدأ حياته المهنية في مصلحة السجون ثم في أكاديمية الشرطة، حيث شغل منصب مدرس حتى عام 1957.
بداية مشوار صلاح ذو الفقار فى السينما
بدأ صلاح ذو الفقار رحلته فى الفن، من خلال طريق شقيقه المخرج عز الدين ذو الفقار الذي أقنعه بالتمثيل، رغم رفضه للفكرة من البداية، وحصل من عمله على تصريح استثنائي للعمل في السينما، وظهر للمرة الأولى في فيلم “عيون سهرانة” عام 1956، وكان نقطة انطلاق حقيقة له كانت فى فيلم “رد قلبي” عام 1957.
فى دور حسين ضابط الشرطة، لتكون انطلاقته الفنية وطريقه للنجومية من خلال فيلم “الرجل الثانى” عام 1959، ليبدأ بعدها مرحلة جديدة ومهمة فى حياته وهى مرحلة الستينيات، والتى قدم بها أهم أعماله الفنية منها “الناصر صلاح الدين”.
وقدم بعدها مجموعة من الأفلام مع زوجته شادية منها “عفريت مراتى، مراتى مدير عام، أغلى من حياتى، كرامة زوجتى، لمسة حنان”، وحقق خلالها نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، ليقدم بعدها مجموعة أخرى من الأعمال المميزة منها “صباح الخير يا زوجتى العزيزة، موعد فى البرج مع سعاد حسنى، زوج فى إجازة مع ليلى طاهر”، كذلك دوره فى مسرحية “رصاصة فى القلب” عام 1964.
تزوج صلاح ذوالفقار، 4 مرات، كانت الزيجة الأولى له من السيدة نفيسة بهجت، من رائدات العمل الاجتماعى وهي ابنة محمود بك بهجت، وكانت تربطهما علاقة قرابة وتزوجها عام 1947 وهي أم ابنيه أحمد، ومنى المحامية، ورغم أنه تزوج عليها وانفصلا شكليًا إلا أنه لم يطلقها لأنها أم أولاده إلى أن توفيت.
وزوجة صلاح ذوالفقار الثانية كانت من الوسط الفني، وهي الفنانة زهرة العلا، وقد عاشا معًا قصة غرام وزواج دامت 18 شهرًا، ولكنها انتهت بالطلاق ولم ينجب منها.
والزوجة الثالثة لـ ذوالفقار، كانت من الفنانة شادية، حيث تزوجا عام 1964 واشتركا معًا في عدة أفلام سينمائية، وقدما معًا العديد من الأفلام التي تعتبر من أنجح ما قدما خلال مشوارهما الفني، ولكن لم يدم زواجهما كثيرًا رغم الحب الذي كان بينهما، وانفصل عن شادية نهائيًا عام 1972 وظلا زملاء ولم ينجب منها أيضًا، ثم تزوج من زوجته الأخيرة بهيجة واستمر زواجه منها حتى وفاته.
أصعب 3 أيام في حياة صلاح ذو الفقار
وقبل استقالته من الكلية فكر كثيرًا، لحيرته الشديدة بين حبه للفن وعمله بالشرطة، وعلى الرغم من أنه خلال السنة الدراسية التي عمل بها في الكلية ترقى لرتبة رائد وكانت من أنجح السنوات في حياته على حسب تعبيره، لكن كان يتوق دومًا إلى الفن، ولكنه حزن بشدة عندما فكر جديًا في تركه للشرطة، وهو ما رواه خلال تسجيل إذاعي نادر له «حديث الذكريات»، ليروي فيه أصعب 3 أيام في حياته بعدما قدم استقالته: «كانت أجمل سنة ليا كضابط مدرس مربي بالقياس بتاعي، لأن وصلت فيها لدرجة من السيطرة ومن حب الطلبة ليا بس قولت مش هقدر أستمر».
أعمال صلاح ذو الفقار
استمر صلاح ذو الفقار في التألق في السبعينيات والثمانينيات من خلال أدوار متنوعة تحمل طابعاً مميزاً، ومن أبرز أعماله في تلك الفترة، فيلم “غروب وشروق” 1970، و”الوداع يا بونابارت” 1985، كما نال عدة جوائز تقديرية من الدولة تقديراً لعطائه في الفن.
كان لصلاح ذو الفقار علاقة مميزة مع عدد من كبار الشخصيات في مصر، ومنهم الرئيس الراحل أنور السادات؛ إذ كان يعمل ضابطاً في السجون في أثناء فترة اعتقال السادات. أما على الصعيد الشخصي، فقد تزوج بعدة نساء أبرزهن زهرة العلا وشادية.
توفي صلاح ذوالفقار خلال تصويره المشهد الأخير من دوره في فيلم الإرهابي الذي أصيب فيه بأزمة قلبية، وأصر الفنان عادل إمام، على تأجيل المشهد حتى يتعافى صلاح ذوالفقار، إلا أن هذا المشهد كان هو الأخير في حياة صلاح ذوالفقار، الذي رحل، تاركا وراءه إرثًا فنيًا سيظل خالدًا في ذاكرة السينما.
الرابط المختصر: